جراحة استبدال مفصل الركبة - المعروفة أيضًا باسم رأب مفصل الركبة - هي إجراء طبي يُساعد الأشخاص الذين يعانون من آلام شديدة في الركبة وتلف في المفصل، عادةً ما يكون ناتجًا عن التهاب المفصل أو الإصابة. وهي من أكثر أنواع جراحات استبدال المفصل شيوعًا ونجاحًا، حيث تُقدم الراحة لملايين المرضى حول العالم.
إذا كان ألم ركبتك يعيق حياتك اليومية ولم يعد يستجيب للأدوية أو العلاج الطبيعي، فقد يكون استبدال الركبة هو الخطوة التالية. ولكن ما هي تفاصيل هذه العملية تحديدًا؟ إليك ما تحتاج لمعرفته.
فهم مفصل الركبة
الركبة هي أكبر مفصل في الجسم. تربط عظم الفخذ بعظم الساق، وتضم الرضفة أو الصابونة من الأمام. الركب السليمة مغطاة بسطح غضروفي أملس يسمح بحركة سهلة وخالية من الألم.
لكن مع مرور الوقت، أو بسبب إصابة أو مرض أو تآكل، قد يتآكل هذا الغضروف. والنتيجة هي الألم والتصلب والتورم وضعف الحركة. عندما يكون الضرر شديدًا جدًا بحيث لا يمكن علاجه بالعلاجات التقليدية، قد يوصي الأطباء بالجراحة.
ما هي عملية استبدال الركبة؟
تتضمن جراحة استبدال الركبة إزالة الأسطح التالفة من مفصل الركبة واستبدالها بمكونات صناعية مصنوعة من المعدن والبلاستيك الطبي. تُعيد هذه الأجزاء الصناعية الحركة بسلاسة وتُخفف الألم أو تُزيله تمامًا.
هناك نوعان رئيسيان:
-
استبدال الركبة بالكامل (TKR) - يستبدل الأجزاء الثلاثة للركبة
-
استبدال الركبة الجزئي (PKR) - يستبدل الجزء التالف فقط، مع الحفاظ على صحة العظام والأربطة.
يتلقى معظم المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية عملية استبدال الركبة بالكامل، وخاصة عندما يؤثر التهاب المفاصل أو الضرر على المفصل بأكمله.
من يحتاج إلى استبدال الركبة؟
يوصى عادة باستبدال الركبة عندما:
-
تشعر بألم مستمر في الركبة، حتى في حالة الراحة.
-
حركتك محدودة، والمهام اليومية مثل المشي، أو صعود السلالم، أو الوقوف صعبة.
-
تصبح ركبتك منتفخة أو متيبسة بشكل متكرر.
-
لم تعد العلاجات غير الجراحية مثل الأدوية أو الحقن أو العلاج الطبيعي توفر الراحة.
السبب الأكثر شيوعًا للجراحة هو خشونة العظام، وهي حالة يتآكل فيها غضروف المفصل مع مرور الوقت. كما يمكن أن تساعد هذه الجراحة الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الناتج عن الاصابات السابقة مثل الكسور أو تمزق الأربطة التي تؤدي إلى تلف المفاصل.
ماذا يحدث أثناء الجراحة؟
تستغرق جراحة استبدال الركبة عادةً من ساعة إلى ساعتين. تُجرى تحت التخدير النصفي أو العام. أثناء العملية:
فيما يلي نظرة عامة خطوة بخطوة:
-
يقوم الجراح بإجراء شق في الجزء الأمامي من الركبة.
-
يتم إزالة الغضاريف والعظام التالفة بعناية.
-
يتم وضع مكونات المفصل الصناعي .
-
يتم إغلاق الشق بالغرز أو الدبابيس.
-
يتم وضع الضمادة، ونقل المريض إلى غرفة الإفاقة.
يبقى معظم المرضى في المستشفى لمدة تتراوح بين يوم واحد إلى أربعة أيام، وذلك اعتمادًا على صحتهم ومدى سرعة استعادة قدرتهم على الحركة.
التعافي وإعادة التأهيل
التعافي عملية تدريجية، لكنها تبدأ فورًا. يبدأ العلاج الطبيعي عادةً خلال ساعات قليلة بعد الجراحة لمساعدة الركبة على استعادة قوتها ومرونتها وحركتها.
-
الأسابيع القليلة الأولى: تُستخدم أدوات مساعدة على المشي، مثل المشاية أو العكازات. تُركّز التمارين على نطاق الحركة وتقوية العضلات.
-
4 إلى 6 أسابيع: يعود العديد من الأشخاص إلى روتينهم الطبيعي، بما في ذلك المهام المنزلية الخفيفة أو العمل المكتبي.
-
3-6 أشهر: يشعر معظم المرضى بتحسنات كبيرة في الألم والحركة.
-
1 سنة: عادة ما يتم الشفاء التام.
إن الالتزام ببرنامج العلاج الطبيعي واتباع تعليمات الجراح هو مفتاح الحصول على نتيجة ناجحة.
هل هناك مخاطر؟
كما هو الحال مع جميع العمليات الجراحية، تنطوي عملية استبدال الركبة على بعض المخاطر، إلا أن المضاعفات نادرة. قد تشمل هذه المخاطر:
-
التهاب جرثومي
-
جلطات الدم
-
إصابة الأعصاب أو الأوعية الدموية
-
ارتخاء المفصل أو تآكله بمرور الوقت
-
تصلب المفصل أو الحركة المحدودة بعد العملية
ومع ذلك، يتمتع معظم الناس بسنوات من تحسن قدرتهم على الحركة وجودة حياة أفضل.
كم من الوقت يستمر؟
يمكن أن تدوم الركبة الحديثة من 15 إلى 20 عامًا أو أكثر، خاصةً مع تجنب الأنشطة عالية التأثير. في حال تآكل أو تلف المفصل البديل، يمكن إجراء جراحة مراجعة لاستبدال الأجزاء الصناعية.
الخلاصة
جراحة استبدال الركبة لا تقتصر على إصلاح المفصل، بل تهدف إلى استعادة حياتك الطبيعية. بالنسبة للكثيرين، تعني هذه الجراحة المشي دون ألم، والعودة إلى أنشطتهم المفضلة، واستعادة استقلاليتهم.
إذا كنت تفكر في استبدال الركبة، فتحدث إلى جراح عظام. مع الرعاية المناسبة، يمكن أن يوفر هذا الإجراء راحة طويلة الأمد، واستعادة الحركة، وشعورًا متجددًا بالحرية.